المقالات المُترجمة

الخطوة الأولى في الحُضور الذهني : اعرف نفسك

Written by Dharmabustan

Mindfulness in Action مِن كتاب للمُعلِّم القدير تشوغيام ترُنغبا حول أساسيّات التأمُّل والحضور الذهني

ترجمة وإعداد: خلود بركات

نبدأ بالنظر إلى أنفسنا، نرى ونستكتشف مقدرتنا على المحبّة، وقبل ان نبدا بالتأمل  نَنْظُر  إلى الذهنيّة التي نُطل بها على  بها على الحياة. عادة ما ننظُر إلى الحياة و نتعامَل مَعها وكأنَّنا في حالة دفاع دائمة. وكأنّ هناك هجوما دائما يلوح في الأفُق وفي كلّ لحظة. وعندما كنّا صغارًأ لابُدّ و أنّنا كُنَّا قد تعرّضنا للتوبيخ بشكل يَجعلُنا نشعر بالسّوء والازدراء تجاه أنفسنا سواء أكان الانتقاد من الوالدين  أم مِن المعلمين في المدرسة أم مِن أي شخص. وهذا كله يُعزّز الشُّعور أنّه لابد من وجود خطأ في داخلنا، وهذا الانتقاد يخلُق الشعور بالعُزلة، شُعور بأنّنا مُنفصلين عن الآخرين. ولذلك نتّبع أساليب دفاعيّة ظانّين بأنّ الدفاع الجيّد هو أفضل طريقة حتى لا تتعرّض  للمزيد مِن الانتقاد. ولسوء الحظ استمرينا في هذا الأسلوب حتى عندما كبرنا سواء مع شخص غريب في الشارع أم مع شريكنا في غرفة النّوم. لأنّنا بحاجة الى أعذار لأنفسنا ومنطقًا جيدا ندافع به عن أنفسنا ….  دائما وكأننا مُفوَّضين  أو مُحامين رائعين.  ولِسوء الحظ في علم النّفس الغربي، تَقوم بعض الأساليب بتعزيز (الايجو) أو الأنا مِن أجل تَحسين الصورة الذاتيّة. ومِن أجل ذلك نروّج لأنفسنا على حساب الآخرين. فقد يُصبح بعض الأشخاص أنانيين إذا ركزوا على هذا الأسلوب مِن تعزيز “الأنا” وكأنّه يقول للعالم: ” ألا تعرفون من أنا … أنا من أنا”. وهذا يجعلك تشعر بأنّ كُل شيء مُبرَّر وكأن الله على جانبك دائما أو القانون أو النّظام. عندما نتعلّم هذه الأساليب في الدفاع عن النّفس، نجيد ذلك بشكل كبير في تبرير كل ما نقوم به، مع كلّ شخص، مع مُسجّل الجامعة، ومع مدير العمل، حتى إنّنا نّودّ لو نحاول المُفاصلة في سعر تذكرة السينما، فإن لم يُعجبنا الفيلم قد نود أن نُطالب باستعادة نقودنا! نجعل الجدال أساس الحياة في العلاقة مع شريك الحياة والأقارب والأصدقاء. وهذا كله يعود على أسلوب التربية والتعليم. فنحن نخشى دائما ان ينتقدنا الآخرون أو أن نَفشل إذا لم نُثبِت أنفسنا في كل مرة. وكأن لا شيء يَنفع دون هذا الأسلوب من نَفْخ النفس واثبات وجودنا. وقبل أن نفتح .الباب ونُغادر ترانا مُتأهبين و”نافخين أنفسنا” استعدادا للدّفاع عن أنفسنا

 اذن ربما نحتاج أن نعيد النظر في هذه الافتراضات وبكل جديّة، حتى نجد فعليا ما هو مناسب وونُميّز بين هو مؤذي وما هو نافع. لنختبر هذا: حينما ننفخ انفسنا خاصة إذا كان ذلك بتقليل قيمة الآخرين، هل  هذا بالفعل  أمر مُجدي؟  مِن تجربتي، إنّ التركيز على استخدام الأسلوب الدفاعي أمر غير مجدي. وبدلا من التأكيد على كل ما نقوم به دائما وتبريره، نحتاج أن نؤسّس حياتنا على شيء أقوى من ذلك بكثير شيء. شيء جدير بالثقة. وأن نبني ثقة حقيقية داخل أنفسنا وحينها لّن نحتاج إلى هذا الأسلوب الدفاعي.

فَلْنُقم بهذا الاختبار:

عندما ننظر في أنفسنا، ماذا نرى؟ نسْأل انفسنا هل هناك شيء بداخلنا جدير بالثقة؟

 طبعا هناك شيء في داخلنا جدير بالثقة. 

عادة عندما ننظر على أنفسنا نُركّز على ما فينا من النرفزة والاضطراب ومشاعر العداء والغضب أو قد نجد أنّ جُلّ اهتمامنا هو حول كم نحن رائعون، وكم هي عظيمة انجازاتنا.  لكن مثل هذه المشاعر تكون في العادة سطحيّة تغطّي مشاعر أعمق من ذلك، وهي مَشاعر عدم الأمان.

  فلنحاول النَّظر من جديد، والبحث عن شيء هو أكبر من ذلك بكثيرّ

نجد أنَّنا مستعدّون للانتظار  والابتسام، والتصرُّف بلُطف. ولا ينبغي ان نُهمل هذه الامكانيات. هذه البذرة العظيمة. بذرة اللطف العظيمة.حتى أنّ أكثر الوحوش البرية والحيوانات  تحمل هذه البذرة أيضا تجاه أطفالها وصغارها وهذه البذرة. موجودة فينا، ولا ينبغي أن نشعر بالاحراج منها أو أن نُحاول إخفاءها. ولا نحتاج أن نُظهر أنفسنا كأشخاص سيئين واشرار أو  أبطال وبَطلات أو أقوياء وأشدّاء. فلدينا القدرة على صَون بذرة اللُّّطف ورعايتها والقدرة على مُعاملة أنفسنا بشكل أفضل.

 

About the author

Dharmabustan

إ

تعليق واحد

Leave a Comment