أساسيات التأمل

دردشة قصيرة – في التأمل

Written by Dharmabustan

 ملخص من دردشة بين مجموعة من معلمي التأمل:

لابد أن ننوه لأمر هام وهو أنه مع الفوائد العديدة للتأمل خاصة في مجال علوم الأعصاب، الا أنه في بعض الأحيان لابد من اللجوء للعلاج على أيدي اختصاصيي علماء النفس في الحالات التي تتطلب العلاج وعندها تصبح ممارسة التأمل مكملا للتعافي ولكن ليست علاجا بحد ذاتها، وقد التقيت حتى  بمعلمين في مجال التأمل والذين لجأوا للعلاج النفسي وكثير من الأمور التي ينصح بها طبيا لعلاج بعض أشكال القلق والاكتئاب، ولكنهم أكدوا أيضا على دور التأمل الى جانب هذه الأمور في علاجهم.

مع كل ما يحيط بنا من ظروف والعالم الذي نعيش فيه والذي يعج بما لا يمكن توقعه قد نسعى للوصول للسعادة خارجنا بشكل يجعل من قلقنا يتفاقم ويزداد، ….

 

من الضروري أن نتذكر أن الحياة في تغير مستمر وحركة دائمة وهي تمر مسرعة وكذلك كل الأشياء في تغير دائم، فالمصائب والتحديات والأشياء الجميلة لا تبقى للأبد، هي أيضا في تبدل وتغيير.

 

ورفع الوعي فيما نعيشه في اللحظة يجعل احساساتنا تتمركز فيما نعيشه الان دون الضياع في أحزان الماضي أو مخاوف أو أحلام المستقبل أو ما اعتدنا عليه من أنماط سلبية اعتدناها منذ القدم. فما نستقبله من خلال حواسنا: ما نشمه وما نسمعه وما نتذوقه وما نراه وما نلمسه يجعلنا نعيش اللحظة بمزيد من الحياة، فقد نتناول أشهى أكلة لكن ذهننا لا يكون حاضرا فيها فنخسر لذة المذاق، أو زرقة لون السماء أو ملمس الماء يتدفق على أجسامنا أو بين أيدينا.

هل جربنا أن نريح ذهننا ونجعله يسكن أو يستقر في لحظات معتمدين على حواسنا في دعم ذلك السكون والاستقرار. اختر واحدة من الحواس مثلا النظر وانظر لشيء ما، وردة مثلا وانظر اليها لكن دون كثير من الامعان والحملقة بل مجرد أن تريح ببصرك عليها حتى يجد ذهنك لحظات من الاستقرار والهدوء والصفاء بمجرد القيام بذلك ثم انظر بعدها لذهنك ولاحظ ان كان يشعر بشيء من الصفاء أو الهدوء ولو اليسير منه.

وليس الغرض أن تضيع فيما تركز عليه وأن تفقد اتصالك بالواقع بل الغرض أن تكون واعيا وكلما كان ذهنك صافيا كلما ازداد الوعي وكلما كان ادراكك للأمور على حقيقتها دون مبالغات أو مخاوف غير مبررة.

وقد تتخذ من أي شيء يريحك مصدرا للتأمل عليه أو لتصفية الذهن بالنظر اليه:  صوت ما، منظر ما، أو ربما النَفَس …الخ. وهذا أسلوب من أساليب التأمل بالاعتماد على شيء  يكون موضوع التركيز. ومن الضروري الا نتخذ من شيء يزعجنا موضوعا للتأمل، فالغرض ألا نزيد من معاناتنا وألمنا بل التخفيف من ذلك. وكلما تشتت يمكنك أن تعود للشيء الذي اخترته للتركيز، وينصح المعلمون بتكرار مثل هذه الممارسات البسيطة لفترات قصيرة عدة مرات، فمن خلال ذلك نقوي ذهننا ونرفع من تركيزه ودرجة وعيه. وأذكر ضرورة القيام بذلك من خلال التلطف والمحبة نحو النفس فليس الغرض أن نشق على أنفسنا ويصبح التأمل عبئا بدلا من لحظات للصفاء والهناء.

وهكذا ندع الأمور من حولنا تبدو كما هي وأن تكون كما هي، دون الكثير من اصدار الأحكام والتحليلات، وأن يستقر الذهن ويشعر بالهدوء دون الانفعال لكل ما يستثيره، فذلك الانفعال يحرق سلامنا.

 

 

 

About the author

Dharmabustan

إ

Leave a Comment