سلسلة مبادئ الفلسفة البوذيّة، ببساطة!

الجزء الثاني – مبادئ الفلسفة البوذية، ببساطة!

Written by Dharmabustan

الجزء الثاني

ترجمة وإعداد خلود بركات

المصدر:من التعاليم التي أتلقاها من معلمي تيم أولمستيد وبرامج مجموعة تيرغار Tergar التي يديرها المعلم منغيور رنبوتشي.

وقد حصلت على إذن تلخيص البعض من هذه التعاليم وترجمته.

 

  • تذكر المعلمة البوذية جتسن كادرو رنبوتشي Jetsün Khandro Rinpoche كيف يساء فهم البوذية حيث تقوم بعض الأفلام الوثائقية سواء هوليوود أو غيرها بعرض البوذية وكأنها مليئة بالغموض والسحر والمعجزات، لكن في الواقع الممارس الحقيقي للفلسفة البوذية هو من تمكن من التحكم في ذهنه ولم يعد رهينة للتشويش الذهني والانفعالات، وهو من يعرف نفسه على حقيقتها سواء رجل أمرأة، ومن يدرك الطبيعة النقية داخله وعلى اتصال معها طوال الوقت.  

  • تننطلق الفلسفة البوذية وعلم النفس البوذي كما يذكر المعلم الكبير تشوغيام ترونغبا من أننا جميعا في جوهرنا أخيارا، وأن طبيعتنا الفطرية نقية وصافية ومُستنيرة. ففينا الذكاء والدفء والانفتاح. وهذا الفهم يعتبر أساسيا في الفلسفة البوذية وفي الرؤية التي تنطلق منها هذه الفلسفة. ويعبر هذا المعلم العطيم عن صدمته عند قدومه للغرب بسبب تجذر فكر الخطيئة الأصلية أو الإثم في النفسية الغربية وهذا بسبب التأثر بالأديان المنتشرة هناك والتي نجد تأثيرها حاضرا حتى في ذهنية أولئك من غير المؤمنين بها. فهناك شعور عام بالذنب أو أن هناك جرحا ما لم يلتئم أو استحقاقا للعذاب والعقاب.  وهذا في رأيه يقتل الإلهام. وهو يرى أن هذه الطبيعة النقية أو الخير المتأصل فينا قد تغطيه غيوم التشويش الذهني وسُحُب الأوهام. فلا بد من الدخول في تجارب مثل التدرب على التأمل والدراسة لفهم كيف تتشكل هذه العوائق النفسية وتؤثر علينا وكيفية المخرج من ذلك. ولا يعد التركيز هناعلى الخطيئة أو الذنب بل الأرضية التي ندرك من خلالها طبيعة الذهن الحقيقية. وتصبح المشاكل فرصة وليس تهديد يستدعي القلق والهلع. وهكذا مع ارتفاع الوعي لدينا والحضور الذهني نكتشف الطبيعة الصحية ليس فقط في أذهاننا بل وفي أذهان الآخرين وهذا بحسب رأي ترونغبا يدفعنا للسير بشجاعة ووضوح.

  • في الفلسفة البوذية لا يوجد مخلص من الخارج نلجأ إليه أو نتضرع إليه بل هي رحلة يقوم بها الفرد للتعرف على نفسه من الداخل وفهمها على حقيقتها دون أوهام أو زيف، ومن خلال الاتصال بطبيعته الأصلية النقية من خلال تدريبات التأمل المختلفة ، يصل الشخص للتحرر للاستنارة حسب الفلسفة البوذية.

  • البوذية ليست لا ئحة من الشرائع أو قائمة بالمحظورات أو الممنوعات، فمثلا من يسأل عن “وضع المرأة” في البوذية – مع أنه سؤال وجيه، إلا أن الفلسفة البوذية بحد ذاتها لا تحدد أدوار أو تقرر ما يفعله الرجل أو المرأة، فالكل أحرار في الكيفية التي يعيشون حياتهم ضمن القانون الفطري الأساسي وهو عدم إلحاق الأذى بالنفس أو الآخرين. لكن ما نراه من جهل وتخلف أو أمور غير صحية في حياة النساء هناك فهو ناشئ عن الثقافات التي تعيش فيها النساء. فالثقافة الهندية أو التبتية تقسوعلى المرأة وهذا نابع من فكر الشعوب وتراثها والذي لا يمت في كثير من تفاصيله لما في هذه الثقافات من فلسفات راقية وسامية. فالدالاي لاما نفسه قال أنه سيكون أمر رائع إذا كان الدالاي لاما القادم هو امرأة، وهناك البوذات منهم النساء والرجال على سواء. وفي الفلسفة البوذية التبتية هناك سلسة رائعة من النساء العظيمات اللاتي وصلن لمراحل عليا جدا في إدراك الحقيقة ومنهم ماتشيغ لابدرون Machig Labrdon يشي سوغيال  Yeshe Tsogyal … وغيرهم الكثير. وفي هذا العصر هناك الكثير ومنهم مثلا جتسن كادرو رنبوتشي Jetsün Khandro Rinpoche… وبما تشودرن Pema Chodron … وغيرهن الكثير.

About the author

Dharmabustan

إ

Leave a Comment