الدامابادا مترجمة باللّغة العربيّة
الدّامابادا باللّغة العربية
الطُّبعة الأولى
2020
تمت الاستعانة بحضرة الراهب بيكو بودي Ven. Bhikkhu Bodhi في الترجمة من من لغة بالي.
هذه الترجمة قريبة من النص بلغة بالي وبشكل حرفي حفاظا على خصوصية النص والدلالات كما وردت في النص الأصلي.
أتمنى فيها النّفْع والفائدة،
خلود بركات
أمور هامة بالنسبة لكتاب الدامابادا:
الدامابادا ليست “انجيل بوذا أو كتابه المقدس”، فهناك الكثير الكثير من التعاليم الأخرى.
الدامابادا هي فقط جزء من تعاليم المرحلة الأساسية في البوذية أي جزء من أحد أجزاء التيبيتاكا أي السلّات الثلاث. فقد علّم بوذا 84000 من التعاليم تتناسب ومستوى الفرد المُتلقّي ومن الضروري النظر إليها من هذا المنطلق حتى نتجنب الوقوعَ في فخّ الاضطارب والتناقض.
– تركّز الدامابادا مثل غيرها من تعاليم المرحلة الأساسية على الانضباط الذهني والانضباط في الفكر والقول والفعل الذهن وتأكيد أَهميّته كمُسبِّب في حدوث الأَفعال وما نَمرّ به مِن حالات، و أَنّه مَن يُشكّل شخصيّتنا ومَن نحن، ويحدّد أَقدارنا
– بدون تحقيق الانضباط في الذهن والحواس من خلال التأمل والتدريب الأخلاقي لا يمكن الانتقال إلى التعاليم الأخرى مثل الماهايانا والفاجرايانا (تعاليم التانترا).
– النرفانا في الدامابادا:
– لم تخض الدامابادا وتعاليم المرحلة الأساسية في وصف النرفانا وطبيعتها بل اقتصرت على تعليم الانضباط والتركيز على الحقائق الأساسية. لكن التعاليم التي تلتها قدّمت التوضيحات والشروحات في ذلك.
– تُخاطب الدامابادا الرُّهبان والناس مِن غير الرّهبان على حدٍّ سواء. إذن فالتعاليم الواردة في الدامابادا حتى التي تدعو للزهد والتقشف ونبذ التعلق والحسد والعدائية والكره والاشتهاء بكل أشكاله إنما هي لتهذيب الذهن وضبطه وتهيئة القلب للتعاليم الأخرى التي تنقيه ليزيد انفتاحه وليرتقي ويسمو ويستطيع استيعاب تعاليم الماهايانا والفاجرايانا فيما بعد. فالرهبنة ليست نهاية المطاف وإنما هي أحد الطرق لتهذيب النفس.
وهناك مفهوم “الرأفة الحمقاء” في تعاليم الماهايانا أي الرأفة التي لا تقوم على أساس الذهن المُدرّب والواعي والأخلاق السليمة، والمقصود أنه لا يمكن الوصول لدرجة عالية من الحب غير المشروط والصفاء الذهني والتركيز دون التدرب على تهذيب النفس وضبطها أولا. أي لا يمكن الدخول في التعاليم المتقدمة دون فهم وتطبيق التعاليم الأساسية.
والتدرب على تعاليم المرحلة الأساسية يساعدنا في تنمية الحكمة والتي بدونها يذهب كل ما نقوم به هباء وبدونها لا يمكننا الدخول في تعاليم التانترا أو الفاجرايانا مثلا كما قال المعلم دزونغسار كينتسي أنه بدون الحكمة نتوهم أن ما نقوم به هوالصواب فإن ما نظن أن ما نمارسه من رأفة ومحبة بدون حكمة يكون ضربا من العنف والعجرفة.