تعاليم الشمبالا
ترجمة وإعداد خلود بركات
يقول المعلم الكبير تشوغيام ترونغبا Chögyam Trungpa 1939 – 1987 وهو مؤسس Shambala في أمريكا هي مجموعة من المبادئ والممارسات التي يرى هذا المعلم القدير أنها ممارسات عِلمانية لخلق مجتمعات متنورة وعادة ما يطلق عليها أيضا المسار الروحاني للمحاربين من أجل النور: “إذا قررنا أن ننظر بحيادية سنجد أنه رغم كل مشاكلنا وتشويشنا، وتقلبات الحياة العاطفية والنفسية الحسنة والسيئة، هناك خير متأصل فينا كبشر. ومن الصعب أن نأمل في تحسين حياتنا إذا لم نكتشف تلك الطبيعة أو الأرضية الخيّرة فينا. فإذا كنا يائسين وتعساء كيف لنا أن ندرك أو حتى نتخيل مجتمعاً متنوراً. واكتشاف الطبيعة الخيرة فينا يأتي من تقدير أشياء بسيطة جدا، ونحن هنا لا نتحدث عن كسب ملايين الدولارات ولا التخرج من الجامعة أو شراء بيت جديد، لكن الخير في مجرد وجودنا أحياء والذي لاعلاقة له بانجازاتنا أو ما حققناه أو ما نتمناه من رغبات. ونحن نعيش ومضات ندرك فيها الخير في كل الأوقات، لكننا لا نقدّر ذلك، فعندما نرى لوناً لامعاً فإننا نشهد طبيعتنا الداخلية الخيّرة، وعندما نسمع صوتاً جميلاً فإننا نسمع طبيعتنا الخيّرة، وعندما نأخذ حماماً نشعر بالانتعاش، وعندما نخرج من غرفة مضغوطة نشم نسيم الهواء المنعش. وقد تأخذ هذه التجارب جزءاً من الثانية، لكنها تجارب حقيقية من الخير، ونحن نتعامل معها على أنها أمور زائلة أو محض صدفة. ومن الجدير حسب مبادئ الشمبالا ملاحظة تلك اللحظات والاستفادة منها، لأنها تكشف عن لحظات من الانتعاش والسلام – الخير المتأصل فينا. وهذا الخير الموجود في كل انسان فيه كم هائل من اللطافة والتقدير، فنحن كبشر نقدر الجمال، ويمكننا أن نقدر ونثمن أفضل ما في العالم، يمكننا أن نقدر اصفرار اللون الأصفر والحمرة في اللون الأحمر، واخضرار الأخضر، فهذه تجربة حقيقية، فالأصفر أصفر ولا يمكننا أن نقول بأنه أحمر، فهذا مناقض للواقع، وعندما تشرق الشمس لا يمكن أن نقول ياله من شيء مروع، فلا يمكننا أن نقول ذلك حول شيء مثل يوم مشرق أو عند تساقط الثلج، فهذه أشياء نقدرها. وعندما نقدر الواقع فان ذلك يعمل فينا. ويمكننا أن نشفي أنفسنا من الاكتئاب إذا أدركنا أن عالمنا خيّر.”