نقطة البداية
ترجمة خلود بركات
يحذرنا المعلم القدير تشوغيام ترونغبا رنبوتشي Chogyam Trungpa Rinpoche وينبهنا “أنه من الغباء أن ندرس مواضيع متقدّمة قبل أن نُصبح على أُلفة ومعرفة بنقطة البداية ألا وهي طبيعة الإيغو أو الأنا. لأن البحث حينها حول الهدف يصبح ضربا من الوهم والخيال. وقد يأخذ البحث شكلا من الأفكار المتقدمة والأوصاف لتجارب روحانية، لكن هذه الأمور تستغل الجوانب الضعيفة في الطبيعة البشرية وهي توقعاتنا ورغباتنا في أن نرى ونسمع أشياء مُلوّنة وعجيبة واستثنائية. فإذا بدأنا دراستنا بالحُلم بأشياء استثنائية أي “الاستنارة” والتجارب المثيرة، فالمشكلة هنا أننا سنبني توقعاتنا واهتمامتنا بشكل يجعلنا فيما بعد ونحن في المسار الروحاني منشغلين جدا بما سيكون وليس بما هو الآن في اللحظة الحاليّة. من الخطر ومن غير المُنصف أن يلعب الناس بضعفهم وتوقعاتهم وأحلامهم بدلا من البدء عند نقطة البداية الواقعية وهي واقعهم وحقيقتهم. من الضروري إذن أن نبدأ بالبحث ودراسة أنفسنا وواقعها وما نبحث عنه.”