إضاءات عن المعلِّم البوذي تشوغيام ترُنغبا رنبوشيه:
ترجمة وإعداد خلود بركات
من أقوال المعلم:
“الأشياء مقدسة، وهذا ليس بالمعنى الديني التقليدي بل بمعنى وجود كرامة طبيعية في الطريقة التي ننظر بها إلى كل شيء وكل أحد في عالمنا.” وقد نبَّه أننا نعيش في عصر من العتمة، حيث الاضطراب والتخبط وسط الضباب الأسود الكثيف للمادية الروحانية والتكسب المادي أو الشهرة وغيرها في عالم الروحانيات وخاصة تعليم الدارما، بالإضافة إلى أن ممارسة التأمل آخذة في الانحدار، ونحن سكارى بالغرور الروحاني.”
شيء وكل أحد في عالمنا.” وقد نبَّه أننا نعيش في عصر من العتمة، حيث الاضطراب والتخبط وسط الضباب الأسود الكثيف للمادية الروحانية والتكسب المادي أو الشهرة وغيرها في عالم الروحانيات وخاصة تعليم الدارما، بالإضافة إلى أن ممارسة التأمل آخذة في الانحدار، ونحن سكارى بالغرور الروحاني.”
رحلة النجاة من التبت إلى الهند:
كان ترونغبا من آخر جيل في التبت تلقى تعاليم الدارما على يد أكبر المعلمين آنذاك، وهو نفسه وبشهادة كبار المعلمين والدالاي لاما كان بحق “ماستر” وشخصا قد نال وحقق مراحل إدراك عُليا. وقد نقل الكثير من تعاليم البوذية للعالم بما في ذلك تعاليم الشمبالا وأجاد ذلك بشكل رائع، فقد تعلم أيضا في جامعة أكسفود حيث لم يتقن اللغة الانجليزية فحسب بل فهم الثقافة الغربية بعمق فاستطاع الحديث إلى العالم المُعاصر بشكل نفهمه وغير غريب علينا. إبان الغزو الصيني للتبت، قاد تشوغيام ترونغبا مجموعة من 300 شخص وهم يلوذون بالنجاة من القصف الصيني بالطائرات والمدافع. قام بالسير على الأقدام من التبت إلى الهند تحت القصف الصيني الذي قضى على الكثير من ملامح الحياة البوذية الروحانية هناك وقال: “كل ما كنا نقوم به هنا فيما يتعلق بالبوذية قد انتهى هنا في التبت.” واستطاع أن يقودهم إلى الهند فقط من خلال منظار كان لديه في رحلة استمرت أشهر. كانوا يختبئون في النهار تحت القصف الصيني ويكملون المسير في الليل وسط الجبال والانهار الباردة. مات الكثيرون من الجوع واضطر بعضهم إلى طهي جلد أحذيتهم .. تاه الكثيرون واختفى الكثيرون.
على الرغم من أنه كان معهم أسلحة لكن الاتفاق كان ” إذا تم الهجوم علينا، لا يجب أن نقتل أحدا من الصينيين أو نسرق ممتلكات الآخرين في طريقنا، فلا يجب أن نحدث أي انشقاق فيما بيننا”. بعد ستة أشهر نجى من ال 300 فقط 13 وتشوغيام ترونغبا وعلى الحدود الهندية حملت الطائرة الهندية ترونغبا إلى الهند … ولكن رغم ما تعرَّضت له البوذية بعد الغزو الصيني للتبت إلا أن نبوءة بادماسمبافا أو غورو رنبوتشي في القرن الثامن بعد الميلاد تحققت “أنه عندما يطير الطائر الحديدي، ستنتقل البوذية إلى أرض الرجل الأحمر” فُسَِرَت هذه النبوءة بأنها عندما يصير هناك طيران ستصل البوذية إلى الغرب!
وقد حمل ترونغبا العلمانية الروحانية للغرب لأنه يرى أن الدين وحده غير كافي. وقد علّم الكثير وحذَّر من الروحانية المادية! هذا المعلم التف حوله كبار المثقفين والشعراء والشخصيات الأمريكية حينها مثل الشاعر الأمريكي الكبير ألن غينسبرغ والكثيرين من الهيبيين Hippies ( الذين كانوا ثائرين على الملامح السلبية في الثقافة والسياسة الأمريكية ومنها حرب فيتنام وغيرها).
مما نادى به هذا المعلم الكبير أنه دون النظر في كل ملامح المجتمع للوصول إلى مصادر العنف في صميمه ومن ثم تحويل طاقة العنف إلى طاقة السلام، فلن نغير الطريقة التي تسير بها الأشياء.
من أقواله أيضا:
- لن يُنقَذ العالم فقط بالدين وحده بل أيضا بالاستنارة العلمانية.” وهذا ما جلبه لنا. وهو يتمتع بحس رائع من الدعابة، ويتحدث بهذه الأمور بساطة وهدوء ولطف ومنطق سلس وغير مغلوط.
- ومرة طلب منه أحد الحضور الحديث عن العنف في أميركا في السبعينيات من القرن الماضي، لكن كان رده: “لنتحدث عن العنف في هذه القاعة …”