تعريف الدارما و أساسياتها

مفاهيم أساسية في الدارما

Written by Dharmabustan
ما هو تعريف الدارما؟
الدراما Dharma كلمة سنسكريتية (يقابلها في لغة بالي داما Dhamma) و(تشو ཆོས། ) في اللغة التبتيَّة. لها دلالات عامة كثيرة. في الفلسفة البوذية تشير إلى تعاليم بوذا النبيلة وهي تتعلق بالتعاليم وما يترتب على تطبيقها من حالات الإدراك والحكمة. ويُطلق عليها النبيلة والسَّامية لأنها تُحرِّر الكائنات من المُعاناة.
المعنى العام للكلمة هو كل ما يُمكن أن يُعرف، الظواهر أو القوانين، لكن في سياق الأديان، وكما ذكر حضرة الدالاي لاما في إحدى مُحاضراته، تشير الكلمة إلى جوهر التعاليم فمثلا هناك الدارما الاسلامية والمسيحية واليهودية وهو جوهرها الذي يريد الخير والنفع للإنسان.

الأمور الأساسية التي تقوم عليها الفلسفة البوذية 

كل أشكال الوجود المشروط وكل الظواهر غير ثابتة وهي في تغيير مستمر
كل الظواهر المشروطة هي أشكال من المعاناة
يمكن إنهاء المعاناة ويمكن الوصول للتحرر والاستنارة

 التدريبات أو الممارسات الثلاثة لتطوير الوعي – كما علّم بوذا
أ- الاستماع
ب- التفكّر
ج- التأمل
2.  “الكؤوس الأربعة” التي التي تستخدم كأمثلة على الطرق التي يستمع بها الناس للتعاليم وتساعدك في توضيح علاقتك مع هذه التعاليم:
الكأس المشقوق: التعاليم مثل السائل الذي يصب في الكأس ولكنها تتسرب خارج الكأس
الكأس المقلوب: وهي مثل الشخص الذي أغلق نفسه فلا تجد التعاليم مدخلا إليه
كأس السم: بغض النظر عن نوع السائل الذي يسكب في الكأس ،مهما كان نقيا فإنه يتحول إلى سم، يعني أنك تتلقى التعاليم لكنها تفسُد بسبب نظرتك غير السليمة والرؤية الخاطئة
الكأس المملوء: وهو الكأس الذي “يعرف كل شيء” ولا يريد أن يستقبل، فالكأس المملوء لا يستقبل المزيد، فأنت لا تستمع إلا إذا كنت على دراية بالموضوع.

3.  المشاهد الأربعة التي رآها بوذا عندما غادر القصر
المشاهد الأربعة: كبر السن و المرض و الموت و ثم الرجل المتنسك

عندما طلب بوذا (وكان إذ ذاك يدعى الأمير سدهارتا) من سائق العربة الذي يدعى تشونداكا أن يأخذه سرا في رحلة عشوائية خارج القصر ، شاهد رجلا كبيرا في السن شائب الشعر، وكان يعرج وظهر عليه الألم الشديد، وعندها سأل سدهارتا: “ما هذا؟ مالذي جرا له؟” فأجابه تشونداكا: “هذا رجل كبير في السن. ومع مرور الزمن فإن بشرتنا تتجعد، ويفقد شعرنا لونه ويتساقط، ويصبح جلدنا رخوا ومترهلا، وهذا سوف يحدث لنا جميعا”. وعندها شعر الأمير سدهارتا بالخوف وشعر بالقلق الشديد، وأمر تشونداكا أن يعيده إلى القصر.
وشعر سدهارتا بخيبة الأمل والحماس في آن واحد. وطلب الذهاب في رحلة خارج القصر مرة ثانية.
وفي المرة الثانية يرى سدهارتا رجلا مريضا، مستندا إلى شخص آخر يولول وقد ظهر عليه الألم الشديد، وسأل سدهارتا: ” ما بال هذا الرجل؟” وأجاب تشونداكا “إنه مريض، فهو يعاني من مرض، وكلنا سنعاني من الأمراض وهناك أشياء كثيرة يمكن أن تحدث للجسم، وهي مؤلمة جدا”، وللمرة الثانية طلب سدهارتا من تشونداكا: ” لنعد للقصر”.
وفي المرة الثالثة رأى في طريقه جنازة وسأل تشونداكا عما رآه، فأجاب: “كل الكائنات ستموت، ومثل كومة من القش سوف تحرق، ودون استثناء، ولن نملك هذه الأجساد بعد ذلك”. ومرة ثانية قال سدهارتا: “خذني للقصر!”
وكان قد شعر بخيبة الأمل ولكنه متحمس بنفس الوقت، وطلب من تشونداكا الذهاب للمرة الثانية، ورأى ناسكا متجولا، وكان يرتدي روبا بسيطا جدا، وكان يحمل معه حقيبة صغيرة فقط وعصاه للمشي، وكان صالحا وهادئا ومشرقا، وكان هذا أيضا شيئا لم يره سدهارتا من قبل. والآن يشعر سدهارتا بالفضول تجاه هذا الناسك المتجول وانشد اهتمامه نحوه، وهذا ماكان والد سدهارتا يخشاه.
ويسأل للمرة الثانية من كان ذلك الرجل، ويجيب تشونداكا: ” هذا ناسك، أصبح بلا مأوى وليس لديه ممتلكات، ويمارس التأمل و البساطة. وعاد الأمير إلى القصر غارقا في التفكير، وشعر بالاكتئاب.

لقد كان لديه شعورا قويا لفهم مصدر المعاناة وكيفية التخفيف من ذلك، فلم يكن بإمكانه أن يتجاهل الحاجة لأن يذهب خارج القصر ويكشف مصدر المعاناة وكيف يمكنه وضع نهاية لذلك.
وعندما قرر في النهاية أنه يريد مغادرة القصر، في ذلك المساء كانت هناك حفلة كبيرة والكثير من المشروب والطعام، ولكن عندها نام الجميع نوما عميقا، ثم استيقظ الأمير سدهارتا، ونظر حوله وبدا وكأن الجميع كان ميتا، فكانت هناك امرأة تحمل العود وبدا وكأنه يسقط منها، وامرأة جميلة نائمة يسيل اللعاب من فمها، كل شيء ظهر كسراب من الموت والتعفن، وعندما رأى هذا، وكانت نقطة تحول كبيرة.
وفي نفس الليلة التي قرر فيها الأمير المغادرة استيقظت زوجته يسودهارا من منامها الذي رأت فيه أن سدهارتا سيرحل، وسألته: “هل سترحل؟” وأجابها: ” حيثما أذهب يمكنك الذهاب أيضا.” وهو يشير هنا إلى المكان ما وراء المعاناة والذي قرر البحث عنه وليس بالمعنى الحرفي.

13.  الليلة التي وصل فيها البودا للاستنارة.
بعدما اتخذ الأمير سدهارتا مقعده تحت “شجرة بودي”، ظهر له أحد كائنات المارا وقال له ” هذا مقعدي، ماذا تفعل على مقعدي؟” و ” وكيف تجرؤ على بالجلوس على مقعدي؟” وقال ” لقد جسرت على مكان ليس لك، اتبع طريقك، عد إلى القصر”.
وهنا ينبغي أن نتذكر أن بوذا  نشأ ضمن ضغط شديد من والده بأن يقوم بما يتوجب عليه وهو تولّي عرش المملكة.
ولم يظهر سدهارتا أي انزعاج بل مكث جالسا تحت الشجرة٫ ثم ظهر المارا مرة ثانية وفي هذه المرة على شكل كائن علوي يجسد الحب، وظهر يحمل قوسا مليئا بالزهور وعليه نحل طنان (وهذا يرمز للشهوة والرغبة)، ورمت المارا البودا بسهم الشهوة، ولكن لم يتحرك له ساكن وبقي جالسا تحت الشجرة، ثم سقط السهم في طريق المارا. وفي بعض الروايات تظهر لبوذا هنا بنات المارا وهي تمثل الرغبة الجنسية، ولكن حتى ذلك لم يثني البودا عن الاستغراق في تأمله دون أن يقوم بأي رد فعل.
ثم قامت كائنات المارا باعتلاء فيل الحرب وجمع حولهم مجموعة من المحاربين والأغوال والأشباح، وهجموا باندفاع باتجاه بوذا وسط دخان ونار، وقال المارا “بأي حق تجلس على هذا الكرسي؟”
ويجيب البودا: ” بحق الفضائل التي راكمتها في عدد لا يحصى من الحيوات كبوديساتفا” – البوديساتفا هو الشخص الذي أخذ على عاتقه أن يوصل جميع الكائنات إلى الاستنارة دون أن يترك أيا منها خلفه ومن ثم يغادر). ثم قال المارا: ” من الشاهد على أنك حققت الفضائل العشرة التي تمكنك بالمكوث في هذا المكان؟ من الشاهد؟” ،بالطبع كان المارا واثقا من أن بوذا وحده ولا أحد معه في تلك اللحظة، وأنه سينال منه في هذه اللحظة. وبدلا من أي يحدث ذلك مد بوذا يده ملامسا الأرض وقال: ” الأرض هي الشاهد.” ومن أعماق الأرض سُمع دوي وهدير شديد، فقد استجابت له الأرض وكانت الشاهد، وفي تلك اللحظة انسل المارا بعيدا وكان ذلك الظهور الأخير له في تلك الليلة.
14. ما ناله بوذا وأدركه من البصائر في ليلة وصوله للاستنارة:
الروابط الاثني عشر للنشوء الاعتمادي (هناك توضيحات مفصلة لهذه الروابط في صفحاتنا) وحيواته السابقة.
الكارما: قوانين السببية وكيف تندفع الكائنات بقوة دافعية الكارما
أسباب المعاناة والطريق للتخلص من المعاناة
15.  الحقائق النبيلة الأربعة:
ا. حقيقة المعاناة
ب. حقيقة مصدر المعاناة
ج.حقيقة التخلص من من المعاناة وانهائها
د. حقيقة لمسار الروحاني
19.   “اناتمان anatman” في التعاليم البودية
“اناتمان anatman” هو عدم وجود الذات وجودا متأصلا بذاته. وقد علم بوذا بعدم وجود روح  تنتقل من حياة لأخرى، لكن بدلا من ذلك وجد البودا التغيير – تيارا ذهنيا دائم التغيير.
20.  الكارما
الكارما تعني الفعل. لكل فعل نتيجة، فكل ما نفكره ونعتقده، ونقوله ونفعله على درجة من الأهمية. وفعل الكارما الكامل يضم ثلاثة مكونات: النية أو الدافع و الفعل والتحقيق.
وتظهر نتائج الكارما في الميول والظروف والنتائج:
الشروط: إذا كنت عدوانيا وعنيفا في حياتك فإنك ستخلق الظروف لاعادة ميلادك في مكان يتواجد فيه العنف.
الميول: إذا قتلت أناسا في حياتك، ستولد بميل لقتل أو التسبب في الأذى للآخرين.
النتائج: إذا قتلت أناسا في حياتك، ستولد في بحيث تعود النتيجة عليك – احتمالا بأن تُقتل أنت نفسك.
21. السمسكارا
المفاهيم والانطباعات التي تترك على التيار الذهني نتيجة لتجاربنا المختلفة، وهذه قد تكون انطباعات ذهنية، أو ذكريات، أو بصمات نفسية.
22. انتقال الكارما من حياة لأخرى “دون نفس أو ذات”
علم بوذا “الأناتمان anatman”، أي عدم وجود ذات أو نفس أبدية، وإنما تيارا ذهنيا أو وعيا يتدفق من حياة لأخرى، فقد رأى التغيير في كل شيء، وبذور الكارما الناتجة عن أفعالنا الإيجابية والسلبية تنطبع على تيار الوعي هذا.
23.  التدريبات الثلاثة في طريق النبلاء ذي الفروع الثماني
تدريب prajna الحكمة
تدريب shila الأخلاق
تدريب samadhi التأمل
والتدريب على الحكمة يضم: التدريب على النظرة السليمة والنية السليمة. والتدريب على الأخلاق يضم: الكلام السليم والفعل السليم، وأسلوب العيش السليم. والتدريب على التأمل يضم: الجهد السليم والحضور الذهني السليم والتركيز السليم.
25. الأشكال الأربعة من الكلام السليم؟
تجنب الكذب /قول الحقيقة
تجنب الغيبة – الحديث بشكل سلبي وراء ظهور الناس، فالأفضل استخدام كلمات تساعد الناس ولا تؤذيهم
تجنب الكلام الجارح – الكلام الوقح وغير المهذب، والكلام النابي والمؤذي
تجنب الثرثرة والكلام الفارغ
26.  الأشكال الأربعة من الفعل السليم
عدم تدمير الحياة
عدم السرقة
عدم القيام بالمعاملات غير النزيهة
عدم القيام بسوء السلوك الجنسي
27.  أربعة أشكال من أسلوب المعيشة السليم.
كل ما هو غير مؤذي، ونبيل، ومفيد
تجنب المهن التالية:
تجارة السلاح
بيع المشروبات المسكرة
بيع السموم
قتل الحيوانات

تتمثل الممارسة في أن تكون حاضرا ومنتبها فيما يتعلق ب:
الحضور في الجسد
الحضور في الأحاسيس أو المشاعر
الحضور في النشاطات أو الفعاليات الذهنية
الحضور في الأفكار والمفاهيم – كل الأشياء أو الظواهر التي يمكن الوعي بها

 المظاهر الثمانية لطريق النبلاء ذي الفرو الثماني

الحكمة:
النظرة السليمة
النية السليمة

الأخلاق
الكلام السليم
الأفعال السليمة
أسلوب المعيشة السليم

التأمل

الجهد السليم
الحضور السليم
التأمل السليم

 الجهد السليم في  التأمل في طريق النبلاء ذي الفرو الثماني 

الجهد في الحيلولة دون نشوء الحالات السلبية والمؤذية وغير الصحية في الذهن
الجهد في التخلص من هذه الأحوال الذهنية غير الصحية التي نشأت
الجهد في احداث وتوليد أحوال صحية ومفيدة في الذهن
الجهد في تنمية حالات صحية ومفيدة في الذهن دون تراجع وجعلها تتطور وتكتمل في نضوجها.

الحضور السليم
الحضور في الجسد
الحضور في المشاعر والأحاسيس
الحضور في الفعاليات الذهنية
الحضور في الأفكار والمفاهيم – كل الأشياء والظواهر التي يمكن الوعي بها

التأمل\التركيز السليم:
التخلص من الأفكار الانفعالية والشك والنية السيئة
التخلص من النشاطات الذهنية الفكرية
تطوير البقاء في حالة واحدة – يختفي بذلك عنصر المتعة لكن ينشأ ميل نحو السعادة

 “الطريق الوسط”
ويطلق على طريق الاستنارة الطريق الوسط، لأنه يتجنب التطرف في السعي وراء السعادة والذي يتمثل في  1) الانغماس في المتع الحسية 2) السعي وراء السعادة من خلال إماتة الجسد أو الشهوات أو التطرف في التقشف أو الانغماس في أمور الجمال.

About the author

Dharmabustan

إ

Leave a Comment