أساسيات التأمل

جديد – التأمل في عمق الأرض على النقاط العشرة

Written by Dharmabustan

التأمل على النقاط العشرة

التأمل بعمق نحو الأرض

(ليس المقصود هنا في هذا التأمل الأرض بالمفهوم المادي والجيومورفولوجي ، بل الأعماق والجذور التي تربطنا بالأعماق التي لانهاية لها – بيتنا ومصدر كل الأشياء). 

للدكتور ريجي ري Reginald A. Ray  وهو يقول في هذا النوع من التأمل أي Somatic meditation and Earth Descent:

في التأمل على الجسد أو استرخاء الجسد، يشكل الجسد  القاعدة الأساسية لممارسة التأمل، فبدلا من محاولة تنمية ممارسة التأمل من النصف اليسار للدماغ حيث نبدأ من الأعلى للأسفل، كما هو الحال في معظم الطرق المعاصرة، فنحن نقوم بهذا النوع من التأمل بشكل من الأسفل للأعلى حيث نتصل بالوعي والاستنارة المتأصلة في وجودها والحاضرة هناك – في الجسد – وهذا على عكس الأساليب التقليدية التي تتبع ارشادات العقل الواعي، فإن التأمل على الجسد تنمي وعيا تأمليا يمكن الوصول إليه من خلال المشاعر والاحساسات والحدس الجسدي والاحساس بالجسد نفسه. فنحن ببساطة نحاول أن نتواصل ونتناغم مع الوعي الأساسي للجسم. وإذا عبرنا عن ذلك بلغة الفلسفة البودية فإن الجسد البشري دائما في حالة تأمل وهو ساحة الاستنارة وكل ما نحاول القيام به هو مجرد الوصول لمدخل لذلك.

 

يحمل جسدنا الطبيعة النقية (طبيعة بوذا -حالة الاستنارة – حالة اليقظة الداخلية)، حقيقتنا الأساسية، فجميع تجاربنا وهي ما يعرفه الوعي، وما نتدرب عليه في التأمل إنما ينشأ في الجسد. فالجسد يمثل مسارا للتدرب الروحاني. فالتدرب على هذا النوع من التأمل ينمي تطورنا الروحاني، ويمثل الجسد حام لنا؛ فعندما نشعر بالضياع أو تلتبس علينا الأمور في تدربنا على التأمل، نعود لتجربتنا في التأمل على الجسد ونعي باحساساتنا وما نشعر به داخلنا ويكون الجسد بمثابة الدليل والمرشد لنا. في هذا التأمل يكون الجسد الأرض والمسار وثمار المسار الروحاني. وفي هذا النوع من التأمل لا يتدخل الجزء الأيسر من الدماغ بشكل مباشر، فهو مقعد الذهن المفكر والوعي بالمفاهيم، فيتقبل أن يأخذ قسطا من الراحة ومقعدا خلفيا مع أنه سيبقى مساعدا وعونا لنا في مثل هذه التجربة من تفسير ما نمر به من تجارب وما ينشأ فينا. ويساعدنا في الوصول لفهم أنفسنا حيث الحياة الروحانية والتدرب على التأمل تتربعان في المركز، وهذا هو السبيل الذي من خلاله نجلب ما نعيشه من اتساع ودفء وبهجة في تجاربنا في التأمل إلى حياتنا اليومية وفي شخصيتنا لنخلق أنماطا صحية في جميع مظاهر حياتنا، وفي نهاية المطاف ينتقل بنا الذهن من من القصص اللامنتهية والمتمركزة حول النفس وخدمتها وحدها إلى قصة من نحن على حقيقتنا والمتجذرة في طبيعتنا الأساسية وحياتنا بكل احتمالاتها غير المنتهية، فالدماغ الأيسر هو خادمنا في رحلتنا ويساعدنا في الوصول إلى قصة حقيقية وبلا نهاية والتي هي نحن على حقيقتنا.ويوفر التأمل على الجسد – كما نجده في كثير من التقاليد الباطنية في اسيا خاصة في البوذية في التبت وشرق اسيا وفي الروحانيات الطاوية – الوسائل والطرق الضرورية في القيام بهذه الرحلة نحو الاندماج الروحاني.” 

الجزء الأول 

 

الجزء الثاني

 

About the author

Dharmabustan

إ

2 Comments

Leave a Comment