مِن أكثر اللحظات المؤثرة في حياة الدالاي لاما في شبابه، أنه حين كان متوجها بصحبة معلّميه إلى القاء النظرة الأخيرة على والده بعد وفاته، كانت الكلمات التي كرَّرها المعلمون عليه وهم يحيطون به ويسيرون معه نحو قمة الجبل، كانت الكلمات ببساطة: ” لا تتشتَّت، لا تتشتَّت” … ماذا يعني لا تتشتَّت؟ أي، لا تفقد وعيك ويقظتك وانتباهك وهدوءك وسلامك …بأن تغوص في مُحيط الألم أو الُحُزن أو الشَّك. وهذه النصيحة القيِّمة ليست فقط عند فقدان مَن نُحِب أو عندما نواجه تحديّات أو ظروف قاسية. بل تكون أيضا في أي لحظة حنى لو كانت فَرحا أو نجاحا أو سماع نشرة الأخبار أو ضوضاء السوشال ميديا أو مُخالطة الجهلة أو التائهين أو المغرورين، لا ندع أي من ذلك يزعزعنا فنحافظ على حضورنا الذهني ونراقب أنفسنا فلا ننساها تذهب مع الأمواج أو الريح فنضطرب ونضيع. وهذه كانت نصيحة لشخصيّة مثل الدالاي لاما الذي تدرَّب خير تدريب وروَّض ذهنه. فالتدريب على الحضور والوعي في الفلسفة البوذية يستمر حتى على فراش الموت.