نَحْنُ والعوالم السّتة

إضاءات حول العوالم السّتة في الفلسفة البوذيّة، من محاضرة للباحثة والكاتبة الأمريكيّة جودي ليف: 
“الحديث عن العوالم السّتة في الفلسفة البوذيّة يُمثّل رمزية عالية في حياة البشر والمؤسّسات التي أنشأناها لتُعَزَِز هذه الأنماط.  وتَظهر فينا هذه العوالم أو الحالات في أوقات وظروف مُختلفة. فعوالم الآلهة مثلا حيث الغرور والكبرياء والبَطَر الذي يشتتنا عَن رؤية الحقيقة، وحتى عن التقدُّم في مسارنا الرّوحاني. ثمّ عالم أشباه الآلهة حيث الغيرة والجشع،عالم يسوده القلق والسَّعي الحثيث وراء التسلية والترفيه والشعور الدائم بالنقص وعدم الكفاية ويَسوده الذهن المشتّت، فهم يُريدون أن يصيروا آلهة بأي ثمن. عالمهم يقوم على المنافسة الحادّة وأن يكونوا الأسرع والأسرع، عالم يقوم على الهوس بالربح، فالخسارة تهوي بهم في مهاوي الشك بالذات، ومن المؤسَسات التي تُمثل ذلك مؤسّسة وول ستريت الماليَّة ومؤسّسات تجارة الُمُخدرات والكحول. وهناك عالم الجحيم والذي نراه في حياة البشر في الكره والعدوانيّة، خاصّة في مناطق الصّراع والحروب حيث يحترق الكثيرون بنار الثأر والانتقام. ثُمَ عالم الحيوان الذي يسوده الخمول والبلادة مثل البشر الذين يهوون بأنفسهم إلى هذا المُستوى، يعيشون في جهل وضياع أو تعاطي الُمُخدِّرات، او يُسَخّرون في العمل الشاق، ومن المؤسسات التي تشجِّع على ذلك موظفي تعبئة الطّرود في مؤسّسة أمازون، على سبيل المثال لا الحصْر.”