المقالات المُترجمة

ثلاث خطوات لتكون صديقا مع نفسك – للمعلمة جودي ليف

ثلاث خطوات لتكون صديقا مع نفسك

بقلم جودي ليف/ 20 فبراير 2019

ترجمة وتحرير فريق دارما بستان

المصدر:

Three Steps to Making Friends with Yourself

 BY JUDY LIEF| FEBRUARY 20, 2019

 https://www.lionsroar.com/drop-your-mask/

المؤلفة: جودي ليف Judy Lief معلمة أمريكية في مجال الفلسفة البوذية منذ 35 سنة حيث حاضرت  في العديد من الأماكن حول العالم ، تعلمت على أيدي العلامة تشوغيام ترونغبا رينبوتشي ضمن إرث تعاليم الشمبالا. وهي مؤلفة لعدد من الكتب منها: Making Friends with Death: A Buddhist Guide to Encountering Mortality Making Friends with Death: A Buddhist Guide to Encountering Mortality

تقول جودي ليف إن تكوين صداقة مع نفسك هو أساس التأمل البوذي ومساره وثماره، وهو يبدأ بإزالة الأقنعة والنظر إلى الحقيقة بأمانة وحب.

ماذا نعرف حقا عن أنفسنا؟ أحياناً يبدو الأمر كما لو كنا ننتقل طوال اليوم بين مختلف الأقنعة. كما لو أننا نحاول دائمًا أن نكون شخصًا آخر. نحن نتظاهر كثيراً.

قد نضع قناع العامِل المُجِد، أو الشخص الكسول. قد نتحول إلى قناعنا الاجتماعي، أو قناع  “أنا شخص مثير للاهتمام”. وربما قناع “أنا أبدو ذكي”، أو “أنا أًدعي أنني مهتم”. هناك الكثير من الخيارات. نحن نتوقع – أو نتوقع من أنفسنا – أن نظهر بشكل ما وهذا وهو القناع الذي نختاره .  

قد تصبح مشاركتنا في لعبة التظاهر هذه طبيعتنا الثانية لدرجة أننا لا نلاحظها. لكن في بعض الأحيان نسأل أنفسنا، أي من هؤلاء هو حقيقتنا؟ بصرف النظر عن كل ذلك التظاهر، من أنا حقًا؟ هل أعرف فعلاً؟ قد نتساءل، هل أريد حقًا أن أعرف؟ نحن خائفون مما قد نعرفه.

وفقًا لمُعلمي، تشوغيام ترونبغا رينبوتشي Chögyam Trungpa Rinpoche، تعتبر الصداقة مع النفس في صميم ممارسة التأمل، من البداية وحتى النهاية. إنه أساس وهدف المسار.

ولكن ألسنا ممتلئين بالتقدير المبالغ فيه للذات، قد تتساءل؟ ألا نحتاج إلى التقليل من تركيزنا على ذواتنا بدلاً من تضخيمها ؟ ألسنا أصدقاء بالفعل مع أنفسنا؟ على أي حال، الأفكار حول “أنا”، و”لي”، هي إلى حد كبير كل ما يشغل عقولنا.

طريق الصداقة الذي أشار إليه ترونغبا رينبوتشي Trungpa Rinpoche يختلف كثيراً عن ذلك. إنها رحلة لمعرفة أنفسنا حقًا، بدلاً من تضخيم أنفسنا.

كثيرون منا يعانون من نوع من الشك الذاتي. نشعر أنه بصرف النظر عن كل تلك الأدوار التي نلعبها، فإننا لا قيمة لنا. نشعر في العمق أننا لا نستحق، لذلك ننخرط في لعبة مستمرة لمحاولة إقناع أنفسنا بخلاف ذلك. نحاول أن نظهر بالمظهر الصحيح، ونقول الكلمات الصحيحة، ونكون مع الأشخاص المناسبين، ونفعل الأشياء الصحيحة.

بسبب ذهنية الفقر الداخلية فينا inner poverty mentality  والشك الذاتي، نشعر باننا بحاجة إلى طمأنة مستمرة. فنقول في أنفسنا: “محبة الناس لي تثبت لي بأنني جدير بالكثير…  أنا طالب جيد، لذلك لا بد أنني بخير. حققت الكثير من النجاح، لذلك لا بد وأنني أستحق الكثير، بل وحتى أنني مميزًا. لكن شعورنا بالخواء والفراغ لا يزول.

 

بعض الناس يعتقدون أن الإجابة على هذا تكمن في تضخيم ذوات الناس، والثناء عليهم على كل شيء صغر أو كبر، ومحاولة إقناعهم بأنهم في حالة جيدة. أي مع استمرار سماع أننا بخير، فسوف نبدأ في تصديق ذلك. هذا النهج هو نقطة انطلاقة جيدة، وبالتأكيد أفضل من أن نسمع دائمًا عن مدى سوئنا. لكن المشكلة في ذلك أنه يمكن أن يؤدي لمشاعر الضيق تجاه أنفسنا، والشعور بالضغط من محاولة الشعور الدائم بالرضا، أو على الأقل التظاهر بذلك.

 

في الأساس، وبغض النظر عن مدى مهارتنا في التلاعب بين أقنعتنا المختلفة، فإن ذلك التوفيق غير مُرض أساساً. هناك أقنعة نحبها وأخرى لا نحبها، لكننا جاهلون بحقيقتنا تحت تلك الأقنعة.  

الغريب في الأمر، على الرغم من أنك رفيقك الأكثر قرباً، إلا أنك في بعض النواحي تكون الأكثر خفاءاً عن نفسك. وبالتالي فإن عملية تكوين صداقة مع نفسك تكون جنباً إلى جنب في التعرف على نفسك على مستوى أعمق. لتكوين صداقات حقيقية مع أنفسنا، علينا أن نمر بعملية التعرف على مرتدي القناع هذا – دون وجود أي قناع.

رحلة تكوين صداقة حقيقية مع نفسك هي رحلة تغيير جذرية. وهي تتجاوز مجرد الشعور بشكل جيد حول نفسك، ولا يعتمد على إقناع نفسك بأي شيء أو إقناع الآخرين بأي شيء.

لا تعتمد رحلة الصداقة العميقة هذه على شهادات أو غيرها، ولكن تعتمد على عملية من الانفتاح تبدأ خطوة بخطوة من الرفق . ليس الأمر كما لو كنت أخيرًا تدرك  نفسك وهذا كل شيء. هذا التعمق في معرفة النفس والصداقة مع النفس عملية مستمرة. إنه اكتشاف طبيعي. إليك كيف يحدث ذلك على طريق التأمل.

كما قال ترونغبا رينبوتشي Trungpa Rinpoche، الصداقة مع نفسك هي أساس وهدف ممارسة التأمل. إليكم كيف يتكشف ذلك وفقًا للمنطق البوذي التقليدي المتمثل في الأساس (الأرضية) والمسار والثمار.

الأساس (أرضية الانطلاق):  لمحة عن الإمكانيات

تبدأ رحلتك إلى هذا النوع من الصداقة في اللحظة التي تقرر فيها التأمل أولاً. ألهمك شيء لتنأى بنفسك لفترات زمنية عن العالم اليومي، حيث يوجد الكثير من الضغوط لإثبات نفسك للآخرين ولنفسك باستمرار. لقد اخترت أن ترى ما يعنيه أن تجلس ببساطة وحيداً دون أن تفعل شيئًا دون أي رغبة في إثارة إعجاب أي شخص .

هذه الخطوة تدور حول الفضول، وحب الاستطلاع، وذلك الشوق لمقابلة نفسك على مستوى أعمق. يعتمد هذا على لحظة من الشك – أو حتى لمحة عن المعرفة الداخلية – بأن ما سوف تكتشفه سيكون موثوقًا وصحيحًا وحقيقيًا وجديرًا.

في ممارسة التأمل، نعيد  كل شيء للّحظة الحالية لحظة بلحظة، نتعلم كيف نستريح ببساطة ونكون منفتحين على كل ما ينشأ في أذهاننا. بعض الإرشادات الأساسية فقط، بأن نلاحظ أي شيء ينشأ دون إصدار أحكام، وليس التمسك بما نفضله أو تجنب ما لا نحب. لقد تعلمنا كيف تشدنا أفكارنا، وكيف يمكننا ببساطة أن ندعها تأتي وتذهب كالغيوم في السماء. نتشجع على أن نكون مستقرين مع الصعود في حالاتنا العاطفية وهبوطها، بدلاً من أن ننطلق صعودًا وهبوطًا مع كل مزاج عابر.

باختصار، نحن نتشجع على إلقاء نظرة جديدة على تجربتنا. في سياق تكوين صداقات مع أنفسنا، فإن البدء من جديد يعني أنك تتخلى عن أفكارك حول من أنت أو من يجب أن تكون وأن تنظر فقط. (يمكنك أيضًا تجربة هذه الطريقة عندما تقابل أحد معارفك الجدد – توقف مؤقتًا للحظة، بدلاً من تحجيم الموقف على الفور، ومحاولة رؤية ذلك الشخص بعيون جديدة.)

هناك نوعية من الرقة في ممارسة التأمل. يبدو الأمر كما لو أن نافذة ذهنية تُفتح وتُلقي نظرة على شيء جدير بالثقة وجيد في نفسك. تلك النظرة توقظ الشوق في داخلك. أنت تعرف أنك اكتشفت شيئًا ذا قيمة وتريد معرفة كيفية المضي قدماً فيه. أنت تدرك أنك قد دخلت في ديناميكية داخلية أو قوة للنمو.

على الرغم من أنه قد يكون لديك الكثير من هذه الومضات إلا أنها عادةً ما تكون غير مستقرة. تميل إلى أن تكون قصيرة فقط ولكنها دقيقة، ولأن مثل هذه الومضات ليست كلها سهلة الإدراك، فمن السهل أن يزحف الشك الذاتي من جديد. أنت متأكد تمامًا من أنك على وشك اكتشاف شيء جيد، ولكنه رائع جدا بحيث لا تصدق أنه أمر ممكن. . في الوقت نفسه، وبدون الأقنعة المألوفة والشهادات والوثائق التي تعرف بها  نفسك ينتابك شعور أنك عار بعض الشيء ومجرد من كل ما تحدد به هويتك، وأنه لا توجد أرض تحتك أو أي أساس. .

المسار: المعرفة، القبول، الحب

قد بدأنا الشعور بإمكاناتنا. شيء إيجابي للغاية قد وفر لنا الإلهام المبدئي والمضي قدماً. لقد أيقظ غريزتنا الفطرية لننمو.

لقد وفرت تلك الرؤية الإيجابية الأرض والأساس، لكنها هزت الكثير من الأمور في داخلنا. هذه الومضة عن إمكاناتنا جعلت من الواضح والمؤلم كم انتقصنا من قيمة أنفسنا. الطريقة التي تعمل بها أذهاننا هي عن طريق الأضداد والتباين – الجيد والسيئ، الأعلى والأسفل، الداخل والخارج، إلخ – إذن ومضات من الحكمة تقدم في الوقت نفسه ومضات مما هو العكس من ذلك. أنها تزيد من مشاعرنا من الشك الذاتي، والارتباك، والافتقار إلى الصدق. هذا التباين المؤثر هو النقطة التي يبدأ فيها العمل الحقيقي للصداقة مع أنفسنا.

أثناء تدربنا في المسار الروحاني، نكشف عن طبقات وطبقات من الأفكار عن أنفسنا. نكتشف ذكريات وزوايا خفية لخبراتنا. نبدأ في مواجهة حدود حبنا وصداقتنا لأنفسنا، وللآخرين أيضًا. من الواضح أننا نجزئ أنفسنا بشكل اعتيادي، ونقبل بعض جوانب خبراتنا ونرفض البعض الآخر. هناك أجزاء منا مخفية جيدًا بحيث يمكننا التظاهر بأنها غير موجودة على الإطلاق.

صداقتنا مع أنفسنا على هذا المستوى ضعيفة جداً. إنها تعتمد على الحفاظ على جدران الحماية لمنع ما لا نحب وحتى ما نكره عن أنفسنا من الزحف نحوها. الصداقة تنحصر هنا فيما نحب وما لا نحب.

كما نرى هذا في أنفسنا، نبدأ أيضًا في رؤية الطبيعة المحدودة لصداقتنا مع الآخرين. قد يبدو الأمر كما لو أن الطريقة لتنمية صداقة أكبر مع أنفسنا وبالتالي مع الآخرين، تتمثل في التخلص من أكبر قدر ممكن من الأجزاء السيئة. ما يتبقى مقبول وجيد – إنه يستحق صداقتنا. نعتقد أنه إذا قمنا بتعديل جميع أجزائنا غير الصالحة، فسوف تُحل المشكلة. لكن الصداقة الحقيقية التي نرعاها ونتعهدها في ممارسة التأمل ليست مسألة حب أو كراهية، ولا تستند إلى التخلص من أي شيء.

الصداقة الفاترة والتي تنقصها المودة هشة للغاية. فنحن بحاجة إلى أن نكون في موقف دفاعي طوال الوقت. عندما نضع كل أنواع الشروط على من يستحق حبنا وصداقتنا، فإن حبنا ينقلب بسهولة إلى خيبة أمل – أو حتى إلى كراهية – عندما لا يتم الوفاء بهذه الشروط.

يتمثل التحدي في طريق التأمل في توسيع حدود قلوبنا باستمرار، حدود حبنا وصداقتنا. نبدأ بأنفسنا. من خلال الاستراحة ببساطة والنظر في الداخل، نتواصل مع ما نشعر به بالفعل عن أنفسنا.

نواجه  خوفنا من الانفتاح على كامل تجربتنا. فنواجه الإحراج ومشاعر عدم الجدارة أو عدم الكفاية. ونواجه  أيضًا جهلنا الهائل ، وهو مظهر آخر من مظاهر خوفنا. ومن خلال إلقاء نظرة صادقة على أنواع أفكارنا ومشاعرنا، نتعلم الكثير عن الحدود التي نضعها على صداقتنا مع الآخرين.

على طول الطريق، يعتبر مسار التأمل هو الطريق الأكثر انفتاحًا وقبولًا. نحن نتعلم أن نتقبل ونصادق ليس فقط الأجزاء التي نحبها، ولكن الأجزاء التي لا نحبها أيضًا. في بعض الأحيان نحدد ونعرف أنفسنا وهويتنا فقط بجانبنا المقبول ونجاحاتنا، وفي أحيان أخرى نحدد هويتنا بعيوبنا وإخفاقاتنا. فنحدد أنفسنا  بأفكارنا في اللحظة الراهنة. ولكن مع التقدم في ممارسة التأمل، نبدأ نتواصل أكثر مع العقل الذي يرى كلا الجانبين. نبدأ في تحديد هويتنا بعملية المشاهدة والنظر المجردة بحد ذاتها، وهي المراقب لتيار الأفكار والآراء لدينا. بدلاً من التمسك بجزء واحد منا باعتباره هوية للتشبث به، نجد أننا لسنا بحاجة إلى التركيز والتشبث  بأي من أقصى الطرفين. نتعلم عدم التركيز والتمسك بأن نكون بشكل أو بآخر. نحن كل هذه الأشياء، وتجربتنا في حالة تغير مستمر.

بالطبع، سيكون هناك دائمًا جوانب نحبها وأخرى لا نحبها، تلك الجوانب التي نفتخر بها والجوانب الأخرى التي نخجل منها. ولكن كلما أصبحنا أكثر وضوحاُ في معرفة كل هذه الجوانب، تمكنا من الاسترخاء أكثر بعض الشيء. بدلاً من رؤية أننا بشكلنا الحالي نشكل تهديدا  لما نعتقد أننا يجب أن نكون، نبدأ في رؤية كل ذلك ببساطة على أنه ما يجب التعامل معه..

يبدو الأمر وكأننا نخرج من وضع المعركة ونعلن هدنة، أو نوقع معاهدة سلام. لم يعد علينا القتال مع أنفسنا بعد الآن. بينما نواصل ممارسة التأمل ونصبح أكثر دراية بأقصى أشكال التطرف تفكيرنا وشعورنا، نبدأ في تقدير الطيف بأكمله. في الواقع، قد نكتشف أن إخفاقاتنا وعيوبنا عبارة عن معلمين أكثر قوة من نجاحاتنا.

تكمن فائدة ممارسة الجلوس في أنه كلما جلسنا مع تجربتنا، دون أن نفكر فيها أو نحاول إصلاح أي شيء، تصبح رؤيتنا أوضح بشأن نقاط قوتنا وضعفنا، وإنجازاتنا وإخفاقاتنا، وعقباتنا وانجازاتنا. كلا الجانبين يمثل تحديا. عندما نبدأ في الشعور بمدى إمكاناتنا كبشر، وإلى أي مدى يمكن أن تقودنا ممارستنا التأملية وحياتنا، فإن الأمر يكاد يكون ساحقا. في الوقت نفسه، نبدأ نشعر في أحشائنا بالعبء الرهيب الذي نحمله بسبب وجهات نظرنا وعاداتنا الثابتة.

نظرًا لأننا نصبح أكثر دراية بأنماطنا، نرى أنه لا يمكننا إخفاؤها جميعًا تحت السجادة. تعمل هذه العملية على النحو التالي: نبدأ في قبول الطريقة التي تسير بها الأمور، وبمجرد قيامنا بذلك، نخطو خطوة إلى الأمام، من مجرد القبول إلى التقدير العميق. كلما عرفنا وقبلنا المزيد من جوانب أنفسنا، نشعر بحرية أكبر. وكلما كنا على وضوح حول ذلك، يقل ما نشعر به من تهديد. كلما قل ما نخفيه، نصبح  أكثر استرخاء وحبًا.

تقدير أنفسنا بهذه الطريقة لا يعني أننا نشعر بالرضا أو الكسل . قبول التطرف لدينا لا يعني أنه لا يمكننا اتخاذ قرارات بشأن ما هو مفيد وما هو ضار. في الواقع، نصبح أقل ضبابية حول ما يرفعنا وما الذي يجرنا إلى الأسفل. لكننا لا نأخذ كل ذلك بشكل  شخصي. فهي مجرد معلومات، يمكن أن تساعدنا على تقرير ما يجب تجنبه وما يجب أن نزرعه ونرعاه في كل من مسارنا الروحاني وفي حياتنا. الآن، عندما نتصرف، نقوم بذلك من منظور واقعي ومن الشعور بالدفء والصداقة.

تشبه ممارسة التأمل هي تقريبا التودد لأنفسنا. من خلال ممارسة الجلوس للتأمل، نتعلم الاسترخاء ونصبح أقل دفاعية. في كثير من الأحيان، ننسى الحفاظ على قناعنا للحظة، والمفاجأة أن عالمنا لا ينهار. بدلاً من ذلك، نحن نستكشف ونمر بلحظات انفراج. من الصعب قطع طريق تخيلاتنا و إلقاء نظرة واقعية على أنفسنا، ولكن هذا أمر مريح للغاية. هناك شيء ممتع للغاية حول العملية برمتها. نجد أنه كلما زادت جوانبنا التي نرحب بها وندعوها، كان شعورنا أخف. إن عبء حماية الذات هو عبء ثقيل، وإنه لمن الجيد أن نتخلى عنه. نحن محبوبون أكثر بدونه.

ثمار ومحصلة المسار الروحاني: الصداقة مع نفسك ومحبة الكائنات الأخرى.

لا  يوجد حد نهائي تنتهي عنده عملية تكوين صداقة مع نفسك. ولكن هناك آثار غير مباشرة لذلك، : في كل مرة تقبل وتفتح قلبك على نفسك في كل مجدك المشوب بالعيوب تصبح أكثر انفتاحًا على من حولك. بينما تقوم بتطوير قاعدة من الصداقة مع نفسك، فإن جودة ممارستك للتأمل، وكذلك حياتك اليومية، تتغير إلى الأفضل. ممارسة  الحضور الذهني عندك تصير أكثر دفئا من خلال ما تمارسه من رقة ولطف.

يبدو الأمر كما لو أن هناك نوعية أعمق من الحب موجودة ومتاحة لنا، فقط في انتظار حدوث فرجة أو شق، وبمجرد قيامك بتوجيه حتى  ولو دعوة صغيرة، تجدها تأتي متدفقة. في ممارسة التأمل، نقوم في نفس الوقت بترويض العقل والذهن وفتح القلب. العملية بسيطة وطبيعية: من الاهتمام تأتي المعرفة، ومن المعرفة يأتي القبول، ومن القبول تأتي المحبة.

About the author

Dharmabustan

إ

Leave a Comment