من تعاليم الدالاي لاما الرابع عشر حول الحقائق النبيلة الأربعة
من تعاليم الدالاي لاما الرابع عشر حول الحقائق النبيلة الأربعة – في مدينة
دارماسالا في الهند عام ١٩٨١:
الحقائق النبيلة الأربعة The Four Nobe Truths
عندما تحدث المعلم الكوني العظيم شكياموني بودا عن الدارما في أرض الهند الطيبة، علّم الحقائق الأربعة النبيلة: حقيقة المعاناة، وحقيقة سبب المعاناة، وحقيقة زوال المعاناة والطريق لإزالة المعاناة، وبما أن العديد من الكتب تحدثت حول الحقائق الأربعة النبيلة باللغة الإنجليزية، فإنها (بالإضافة إلى طريق “الحكماء ذو الفروع الثمانية” (The Eight Fold Path) مشهورة جدا في الغرب. وهذه الحقائق الأربعة شاملة وتضم العديد من الأشياء.
وإذا نظرنا إلى هذه الحقائق الأربعة بشكل عام: لا أحد منا يريد المعاناة، وأننا جميعا نرغب بالسعادة، فإننا عندها نتحدث عن الأسباب والآثار المتعلقة بالجانب المشوًش والجانب الذي يؤدي للتحرر من المعاناة. فإن المعاناة الحقيقية والأسباب الحقيقية لها هي الأسباب والآثار المتعلقة بالأشياء التي لا نريدها؛ والزوال الحقيقي للمعاناة والطرق الحقيقية هي الأسباب والآثار المتعلقة بالأشياء التي نرغبها.
كان من أول ما علم البودا بعد اوصوله للاستنارة الحقائق النبيلة الأربعة وهي جوهر تعاليم الفلسفة البودية:
نحن نعيش أنواعا وأشكالا عديدة من المعاناة، ويمكن أن نضعها ضمن ثلاث مجموعات:
1- معاناة المعاناة
2- المعاناة من التغيير
3- والمعاناة الشاملة أو المعاناة التي تتخلل كل شيء.
تشير معاناة المعاناة إلى أشياء مثل الصداع وما شابه ذلك، وحتى الحيوانات تدرك هذا النوع من المعاناة، وهي مثلنا تريد التحرر منه، ولأن الكائنات تخشى هذا النوع من المعاناة فإنها تقوم بالعديد من الأمور للتخلص من هذا النوع من المعاناة.
وبالنسبة للمعاناة من التغيير فإن ذلك على سبيل المثال كأنما نكون جالسين مرتاحين لأبعد حد، ومع أن كل شيء كان يبدو على ما يرام إلا أنه وبعد حين نفقد ذلك الشعور ونصبح متوترين وغير مرتاحين.
في بعض البلدان نرى الفقر والعديد الأمراض مستفحلة: وتندرج مثل هذه المعاناة ضمن المجموعة الأولى.
ويدرك الجميع أنه لابد من التخلص من هذه الظروف من المعاناة وتحسين الأحوال.
ولا يعتبر الفقر مشكلة فعلية في العديد من الدول الغربية، إلا أنه حيث يكون هناك تطورا ماديا هائلا، تنشأ عنه أنواع مختلفة من المشاكل.
في البداية نكون سعداء إذ نتغلب على المشاكل التي واجهت أجدادنا، لكن ما إن نحل بعض المشاكل، ما تلبث أن تظهر مشاكل غيرها.
لدينا الكثير من المال، الكثير من الطعام والمساكن جميلة، ولكن عندما نبالغ في مدى قيمة هذه الأشياء فإننا نسلبها قيمتها تماما. وتمثل هذه التجربة المعاناة من التغيير.
وقد يظن شخص فقير ومعدم أن في امتلاك سيارة أو تلفازا لأمر رائع، وإذا حصل وأن نال ما أراد، يكون بداية سعيدا جدا وراضيا. والآن إذا كانت مثل هذه السعادة دائمة، فإنه طالما امتلك هذا الرجل السيارة والتلفاز سيبقى سعيدا. لكن هذا لن يحدث؛ فإن سعادته ستزول وبعد أشهر سيرغب بسيارة من نوع آخر. وإذا امتلك المال سيشتري تلفازا أفضل، فالأشياء القديمة والتي كانت نفس الأشياء التي شكلت مصدرا كبيرا لسعادته، أصبحت الآن مصدرا لاستيائه.
وهذه هي طبيعة التغيير؛ وهذه هي المشكلة من المعاناة من التغيير.
والنوع الثالث للمعاناة هو المعاناة الشاملة أو التي تتخلل كل شيء وهي تسمى كـذلك لأنها تشكل أساسا للشكلين السابقين من المعاناة.
فهناك من يرغب بالتحرر من النوع الثاني من المعاناة حتى ممن هم في العالم المتقدم، فقد ملّوا من مشاعر السعادة المشوهة أو المنقوصة، وهم يسعون وراء الاتزان العاطفي والذهني، والذي يؤدي إلى إعادة الميلاد في العالم (أو البُعد) الخالي من الأشكال حيث لا يوجد سوى مشاعر الاتزان تلك.
والآن، لنعلم أن مجرد الرغبة في التحرر من المجموعتين السابقتين من المعاناة ليست وحدها الدافع الأساسي وراء السعي في التحرر (من الوجود التكراري وإعادة الميلاد)؛ فقد علّم بوذ شكياموني ا أن جذر وأساس الأشكال الثلاث للمعاناة هو النوع الثالث وهو المعاناة الشاملة أو التي تتخلل كل شيء، فقد يقوم بعض الناس بالانتحار ظنا منهم أن المعاناة سببها وجودهم بالشكل البشري أو حياتهم البشرية على الأرض وأنهم إذا أنهوا حياتهم سينتهي كل شيء ولن يكون هناك أي شيء.
فالنوع الثالث من المعاناة وهو المعاناة الشاملة أو التي تتخلل كل شيء يخضع لقانون الكارما والعقل المضطرب، ويمكننا أن ندرك ودون تفكير عميق أن هذا يخضع لقانون الكارما والعقل المضطرب من الحيوات السابقة: فتبرز مشاعر مثل الغضب والتعلّق لأن هذه التجمعات المركبة حاضرة وموجودة فينا، ويشبه تراكم هذه الظواهر المركبة المحفز الذي يمكننا من توليد الكارما والعقول والأذهان المضطربة، وهذا يدعى بلغة التبت (نانغان لن) أي اتخاذ مقعد سوء أو مكان سيء. وهذا لأن الشيء الذي يُشكّل مرتبط باتخاذ مكان أو وضعية سيئة للأذهان المضطربة ويخضع لسيطرتها، ويساعد في توليدنا للأذهان المضطربة، ويحول بيننا وبين الفضيلة. ويمكن ارجاع كل ما نعانيه من أشكال المعاناة إلى هذه التجمعات من التعلّق والتشبث بالأشياء.
ربما عندما تدرك أن التجميعات المختلفة فيك هي السبب وراء كل معاناتك، قد تظن أن الانتحار هو سبيل الخلاص من المعاناة، ولو لم تكن هناك استمرارية للذهن ولا حياة مستقبلية – حسنا – إذا كنت تتمتع بالشجاعة يمكنك أن تنهي حياتك. لكن بالنسبة للفلسفة البوذية فإن الأمر ليس كذلك، فإن وعيك سيستمر، وحتى لو تخلصت من حياتك – في هذه الحياة – فسيترتب على ذلك أن تأخذ جسدا آخر والذي سيشكل مرة ثانية أساسا للمعاناة. ولو أنك فعلا تريد التخلص من كل معاناتك وكل الصعوبات التي تعيشها في حياتك، فعليك أن أن تتخلص من الأسباب الأساسية والجذرية التي تؤدي إلى ظهور التجمعات التي تشكل أساس المعاناة، فقتلك نفسك لن يحل مشاكلك.
ولأن الأمر كذلك علينا الآن أن نبحث ونفتش في السبب وراء المعاناة:
هل هناك سبب أم لا؟ وإذا كان هناك سبب، ما نوع ذلك السبب: سبب طبيعي لا يمكن التخلص منه، أم سبب يعتمد على سببه الخاص به وبالتالي يمكن التخلص منه؟ وإذا كان سببا يمكننا التغلب عليه والتخلص منه، هل يمكننا التغلب عليه؟ وبهذا نأتي للحقيقة النبيلة الثانية: حقيقة سبب المعاناة.
يقرّ أتباع الفلسفة البودية بعدم وجود خالق من الخارج، وحتى مع أن بوذا (أو من يصل إلى مرحلة البوذا) يُعتبر أعلى الكائنات، فحتى هو لا يملك القوة في خلق حياة جديدة.
بشكل عام، يعتبر السبب المطلق وراء المعاناة هو الذهن؛ فالسبب الرئيسي وراء إعادة الميلاد وما شابه ذلك من المشاكل هو الذهن الذي يتأثر بالأفكار السلبية مثل الغضب، والتعلق، والغيرة وما إلى ذلك.
وعلى كل حال لا توجد أي احتمالية لإنهاء الذهن وإيقاف تيّار الوعي نفسه أو مقاطعته. وإضافة لذلك لا توجد مشكلة متأصلة في أعمق مستويات الذهن، وبكل بساطة يتأثر الذهن بالأفكار السلبية، والسؤال هل يمكننا محاربة الغضب والتعلق، والأذهان السلبية والسيطرة عليها؟ وإذا أمكننا إزالة هذه جميعا، فكل ما سيبقي هو الذهن النقي الخالي من أسباب المعاناة.
وهذا الحديث يأخذنا إلى موضوع الأذهان السلبية المضطربة: الأوهام، وهي عوامل ذهنية. هناك العديد من الطرق المختلفة في مناقشة الذهن، ولكن على العموم، فإن الذهن بذاته هو عبارة عن وضوح ووعي، وعندما نتحدث عن المواقف والمشاعر المشوشة مثل الغضب والتعلق، ينبغي علينا إن نفكر كيف يمكنها أن تؤثر وتلوث الذهن؛ وما هي طبيعتها. إذا هذا النقاش حول أسباب المعاناة.
وإذا طرحنا سؤالا: كيف ينشأ الغضب والتعلق؟ والجواب هو إذا تمسكنا بالأشياء على أنها حقيقية وأن وجودها متأصل في واقعه هو أمر بلا شك يساعد في نشأة الغضب. وعلى سبيل المثال عندما نغضب بسبب شيء ما، فإننا نشعر أن هذا الشيء ملموس وحقيقي وأن هذا ينطبق علينا أيضا أي أننا شيء ملموس ومحدد. وقبل أن نغضب، يبدو موضوع الغضب أمرا عاديا، ولكن عندما يتأثر ذهننا بالغضب، فإن موضوع الغضب يصبح شيئا قبيحا، ومنفرا جدا، ويثير الاشمئزاز، شيء نرغب التخلص منه حالا – ويظهر أنه حقا كذلك كما يبدو: شيئا ملموسا مستقلا بوجوده وغير جذاب أبدا. وهذا الظهور “القبيح جدا” يشعل فتيل غضبنا.
لكن عندما نرى نفس الشيء في اليوم التالي، وعندما يكون قد هدأ غضبنا، يظهر هذا الشيء أجمل مما كان عليه في اليوم السابق؛ وهو نفس الشيء لكنه لا يبدو بذلك السوء، وهذا يظهر كيف تتأثر أحاسيسنا بالغضب والتعلق بتمسكنا بالأشياء على أنها حقيقية.
وهكذا فإن النصوص التي تتحدث حول فلسفة الطريق الوسط والتي يطلق عليها مديمكا، تبيّن أن أساس كل الأذهان المضطربة والمشوٍشة هو التعلق والتمسك بالوجود الحقيقي؛ وأن هذا مفيد لهم وما يجعلهم موجودين؛ وأن الجهل ذو العقل المنغلق والذي يتمسك بالأشياء على أنها حقيقية ومتأصلة في وجودها هو المصدر الأساسي لكل أشكال المعاناة. وبسبب هذا التعلق بالوجود الحقيقي يتشكل لدينا كل أشكال الأذهان السلبية المضطربة والمشوِشة ويخلق الكثير من الكارما السلبية.
ويقول الحكيم والعلّامة تشاندراكيرتي العظيم لدى دخوله الطريق الوسط (المدياميكا Madhyamaka) أنه بداية يكون هناك تعلق بالنفس أو الذات، والذي يتبعه التشبث بالأشياء وثم التعلق بها على أنها “لنا”. وبداية تكون هناك “أنا” كبيرة جدا على أنها شيء ملموس ومستقل وأكبر من أي شيء آخر، وهذا يشكل القاعدة، وشيئا فشيئا يتبع ذلك “هذا لي؛ هذا لي؛ هذا لي”، ثم “نحن، نحن، نحن”، ثم ومن هذا المنطلق، تأتي عبارات وأفكار ” الآخرون، أعداؤنا”.وينشأ التعلق من التوجه نحو أنا ولي. وتجاه “هو وهي وهم ” نشعر بالمسافة والغضب، ثم الغيرة وينشأ أيضا ما شابه هذه المشاعر التي تنضوي على المنافسة، وأساس المشاكل إذا هو شعور ال “أنا” – وليس الأنا المجردة بل الأنا التي نحن مولعون بها.وهذا يؤدي إلى نشوء الغضب والانزعاج بالإضافة إلى الكلمات الجارحة وكل التعابير المادية للكره وتجنب الآخرين. وتراكم كل هذه الأفعال السلبية (للجسد والكلام والذهن) الكارما السلبية.فالقتل والخداع وما شابهها من الأفعال السلبية تنشأ كلها من الدافعية السلبية.
فالمرحلة الأولى هي ذهنية محضة: الأذهان السلبية المشوِشة والمضطربة،
وفي المرحلة الثانية فان هذه الأذهان السلبية تعبر عن نفسها بالأفعال، أي الكارما.
وتتوتر الأجواء فورا، فمع الغضب مثلا يصبح الجو متوترا، ولا يشعر الناس بالراحة. وإذا ثار غضب شخص ما فإن الناس اللطفاء يتجنبوه. وبعد ذلك فإن الشخص الذي غضب يشعر بالإحراج والخجل لقوله كل تلك الأشياء غير اللائقة، كل ما خطر على باله أو على بالها.
وعندما تغضب، فلا يوجد مجال للمنطق والتعقّل، فإنك تجن لحظتها وبكل ما في الكلمة من معنى. وعندما تهدأ فإنك تشعر بالخجل، فلا خير في الغضب والتعلق، ولا ينشأ عنهم أي خير. وقد يكون من الصعب السيطرة عليها لكن يمكن للجميع أن يدركوا أنه لا خير فيها. وهذه إذا هي الحقيقة النبيلة الثانية.
والآن السؤال الذي يطرح نفسه هو إذا ما كان بالإمكان التخلص من هذا الذهن السلبي.
يعتبر جوهر الأذهان السلبية المشوِشة هو التمسك بالأشياء على أنها حقيقية ومتأصلة في وجودها، وبالتالي يتوجب علينا أن أن نبحث ونفكر فيما إذا كان هذا التشبث للعقل أمرا صائبا أم هو رؤية مشوشة وغير صائبة.
ويمكننا ذلك من خلال استقصاء طبيعة وواقع وجود الأشياء التي يدركها الذهن.
وعلى أي حال ونظرا لعدم قدرة هذا الذهن ذاته على معرفة إذا ما كان استيعابه للأشياء صحيحا أم لا، فإن علينا الاعتماد على ذهن من نوع آخر.
وإذا اكتشفنا بعد البحث والاستقصاء عددا من الطرق الأخرى الصحيحة والمقنعة في رؤية الأشياء وأنها تناقض الطريقة التي يرى ويدرك فيها هذا الذهن المتشبث بالأشياء على أنها ذات وجود حقيقي ومتأصل، فيمكننا القول أن هذا الذهن لا يرى الواقع والأشياء على حقيقتها.
وهكذا ومن خلال الذهن الذي يستطيع تحليل المطلق، علينا محاولة تحديد إذا ما كان الذهن الذي يتمسك ويتشبث بالأشياء على أنها موجودة وجودا حقيقيا، إذا ما كان مصيبا أم لا.
فإذا كان مصيبا، سيتمكن الذهن الذي يحلل المطلق أن يجد تلك الأشياء التي يتمسك بها ذلك الذهن. وتحتوي روائع الأعمال الكلاسيكية (الذهن فقط – تشيتامترا (Cittamatr) وخاصة المدارس المختصة بالطريق الوسط (المدياميكا Madhyamaka) على الكثير من العرض المنطقي في هذا المجال من البحث.
وبناء على ما سبق، فعندما تبحث في تحديد إذا ما كان الذهن الذي يتمسك ويتشبث بالأشياء على أنها موجودة وجودا حقيقيا، إذا ما كان مصيبا أم لا، فإنك ستجد أنه غير مصيب، وأنه مشوَش – فإنك لن تجد الأشياء التي يتشبث بها، وبما أن هذا الذهن ينخدع من الأشياء والتي هي موضوعه، فلا بد من أن نطرحه جانبا.
وهكذا ومن خلال البحث، لا نجد ما يدعم العقل المتشبث بالأشياء، لكن هناك منطق يدعم الذهن الذي يدرك أن الذهن المتشبث بالأشياء ليس سليما.
وفي العراك الذهني حول الروحانيات، فإن الذهن الذي يتعامل بالمنطق يتفوق على الذهن الذي لا يدعمه المنطق، وإن عدم الوجود المتأصل والحقيقي للأشياء يشكّل الطبيعة الحقيقية والعميقة للأشياء. وإن الذهن الذي يتمسك بالأشياء على أنها ذات وجود حقيقي هو ذهن سطحي وسريع الزوال.
وعندما نطرح الأذهان السلبية والمشوِشة جانبا فإننا وهي السبب وراء كل المعاناة، فإننا نتخلص من المعاناة أيضا. وهذا هو التحرر أو زوال المعاناة: الحقيقة النبيلة الثالثة.
وبما أنه يمكننا أن نحقق هذا، فيمكننا الآن أن ننظر إلى الطريقة لتحقيق ذلك، وهذا يوصلنا للحديث عن الحقيقة النبيلة الرابعة.
عندما نتحدث عن الطرق المعروفة والشائعة للناقلات الثلاثة – (التعاليم التي قدمها لنا بوذا في 3 مراحل الهنيانا والمهاياهنا وتانترا المهايانا ( الفاجرايانا) وهي مراحل في التطور على الطريق- [وتسمى ناقلات لأنها تنقل الذهن من خلال التعاليم من مستوى لاخر) – فإننا نعني العوامل السبعة والثلاثين التي تؤدي إلى الاستنارة.]
وعندما نتحدث بالتحديد عن طرق البوديساتفا في ناقلة الماهايانا فإننا نقصد المستويات العشرة واكتمالات الحكمة (paramitas) والتي كرّس بوذا شكياموني دهورا في ممارستها واتمامها وهي ستة:
- الكرم
- الانضباط
- الصبر
- المثابرة
- التأمل
- الحكمة
وتعتبر الممارسات الروحانية لطريق الهنيانا أكثر شيوعا في تايلاند وبورما، وسريلانكا، وضمن هذآ الطريق يكون الدافع للممارسين تحقيق التحرر من معاناتهم الخاصة بهم، واهتمامهم ينصب على أنفسهم وحدهم، وهم يمارسون العوامل السبعة والثلاثين للوصول للاستنارة، والتي ترتبط بالطرق الخمسة {(والتي يسلكها الممارس بالتدريج وبالتتابع من تجربة الوجود الاعتيادية إلى الاستنارة والتحرر الكامل من المعاناة):
الطريق الأول: طريق تراكم الفضيلة والحكمة لنيل النيرفانا أو الاستنارة حيث يطور الممارس درجة بسيطة من متطلبات التطور الروحي الثلاثة وهي :
- الالتزام الأخلاقي
- التركيز
- الحكمة
الطريق الثاني: هو التهيئة حيث يستمر الممارس بالاجتهاد بما طوره في الطريق الأول،
– بالإضافة إلى تكثيف جهوده في التركيز من خلال ممارسة تأمل الهدوء والبدء بتنمية الحكمة من خلال ممارسة تأمل البصيرة
ثم رابعا طريق المشاهدة ويصل الممارس هنا لإدراك مباشر للطبيعة الحقيقية للواقع كما هو؛ والطريق الرابع هو طريق الاجتهاد من حيث تعزير وتعميق ما تم تحقيقه في الطريق السابق، ويتحقق من خلال مستويات متقدمة من التأمل حيث يتم التخلص من أكثر التجارب المؤلمة عمقا ودقة؛
و الطريق الخامس هو طريق من أنجز كل الطرق حيث لا حاجة لمزيد من التدريب أو الممارسة أو التعلم.